هل تخيلت يوما أن كائنًا بحجم الخنفساء يمكنه أن يساعد البشر في الكشف عن الكائنات التي عاشت من قبل في مكان ما عن طريق التركيب الوراثي لهم .. فكيف للخنفساء المساهمة في تلك المهمة؟
يبدو أن العلماء سيكون لهم قريبا مساعد جديد إن أرادوا التعرف على الكائنات التي كانت تعيش من قبل في موقع ما. وهذا المساعد الجديد هو الخنفساء، والتي اكتشف باحثون مؤخرا أن لأمعائها القدرة على الاحتفاظ بالتركيب الوراثى DNA لما تتناوله، وفقا لموقع مجلة العلوم ScienceMag.
واعتاد الباحثون لسنوات على فحص عينات من التربة والمياه للكشف عن الكائنات التي كانت تعيش في منطقة ما بهدف دراسة التنوع البيولوجي فيها. ويقتفي العلماء أثر الحمض النووي للكائنات الحية لأجل إجراء تحليل التركيب الوراثي (دي إن إيه) لها سعيا للتعرف عليها.
وتبقى إمكانية سحب الحمض النووي من على أرض صلبة أمرا نادرا، كما وجد العلماء صعوبة في سحبه من دماء البعوض للكشف عن هوية الكائن الذي تعرض للدغات منه، خاصة في حالة وجود أشخاص في المكان نفسه ربما تعرضوا للدغ من نفس البعوض.
هذا الأمر دفع باحثة علم الأحياء الجزيئي بجامعة كوين ماري البريطانية روزي درينكووتر إلى إجراء اختبارات لأمعاء الخنفساء كبديل غني بالحمض النووي، حيث تتغذى هذه الكائنات على فضلات الكائنات الأخرى.
وتصنف الخنفساء ضمن اللافقاريات وتعيش في كل قارات الأرض في بيئات مختلفة ماعدا القارة القطبية. وقامت الباحثة وزملاؤها بعمل فخاخ للإمساك بها في غابات جزيرة بورنيو الإستوائية في جنوب شرق أسيا.
وتمكنت الباحثة خلال يوم واحد من الإمساك بـ 24 خنفساء بحجم الإبهام من نوع كاثارسيوس Catharsius، ليتم فحص الحشرات وإرسال أمعائها لتحليلها بمختبرات الجامعة في لندن.
وباستخلاص الأحماض النووية من أمعاء الخنفساء ومقارنتها بالتركيب الوراثي للكائنات المعروف وجودها بغابات بورنيو، تأكد الباحثون من تطابق العينة مع التركيب الوراثي للحيوانات التي تعيش هناك، وفقا للورقة البحثية المنشورة على موقع بيوركس المخصص لنشر الأبحاث العلمي.
وتشير النتائج إلى إمكانية الاعتماد على أمعاء الخنفساء للتعرف على الكائنات الحية الموجودة في وسط ما. ولكن ترى الباحثة أن الأمر مازال يحتاج لمزيد من التعمق، خاصة أن الدراسة لم يتم بعد مراجعتها علميا، وذلك لأجل لتحديد الاستراتيجية التي يمكن الاعتماد عليها بما يناسب كل بيئة وباستخدام أنواع مختلفة من الخنفساء.
المصدر DW