مع تغير المناخ والاحتباس الحراري الذي تشهده الكرة الأرضية يسعى الباحثون والعلماء إلى إيجاد الحلول التي من شأنها أن تقلل من الانبعاثات الكربونية وتكبح التغير الهائل الحاصل في عالمنا اليوم.
ومن بين هذه الحلول زراعة الأشجار أين يبحث هذا العدد من برنامج “كلايمت ناو” عن إيجاد إجابة عن سؤال: هل تعد زراعة الأشجار حلا قابلا للتطبيق من أجل مكافحة تغير المناخ؟”.
يطرح تقريرنا التالي السؤال حول ما إذا كانت زراعة الأشجار حقا حلا قابلا للتطبيق لمكافحة تغير المناخ؟ ” الذي بات واقعا ملموساً.
فوفق أحدث البيانات لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ نجد أن شهر فبراير لم يكن دافئًا كما كان على مدار السنوات الخمس الماضية على المستوى العالمي، وبلغت درجات الحرارة أقل من 0.1 درجة مئوية عن المتوسط الجديد المسجل ما بين 1991-2020.
وبالتدقيق في البيانات نجد أنه في فبراير كان الجو أكثر برودة من المتوسط في الأجزاء الوسطى والجنوبية من الولايات المتحدة وامتد طقس القطب الشمالي إلى تكساس. فيما كان الجو أبرد بكثير من المتوسط في سيبيريا، وأكثر دفئًا في غرينلاند.
وفيما شهدت أوروبا تقلبات كثيرة الشهر الماضي بين البرودة والدفء، أحد الأمثلة على ذلك هي مدينة غوتنغن الألمانية، التي حطمت رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث انتقلت الحرارة من 24 درجة مئوية تحت الصفر في 14 فبراير إلى 18 درجة مئوية في أقل من أسبوع.
وعن سؤال يورونيوز عن ما تمثله هذه التقلبات قالت البروفيسورة دانييلا دوميزن من المدرسة متعددة التقنيات في سويسرا: “التقلبات نفسها ربما ليست تغيرا مناخيا بحد ذاته. كان البرد الذي شهدناه في أوائل فبراير في الغالب علامة على الدوامة القطبية، وبمجرد اختفاء هذا التأثير، عدنا إلى درجات الحرارة العادية، في الواقع أعلى من درجات الحرارة العادية، هذا حقًا ما هو إلا علامة على تغير المناخ”.
3 مليارات شجرة بحلول 2030
وعليه فعن زراعة الأشجار كحل لكبح تغير المناخ قال الاتحاد الأوروبي هذا الشهر إنه يخطط لزراعة 3 مليارات شجرة إضافية بحلول عام 2030. وهو مشروع من شأنه تعزيز التنوع البيولوجي.
ويقول المدير الفني لمجلس رعاية الغابات ابريزيو مالاجي في إيطاليا “يمكن حساب كمية الكربون المخزنة في الشجرة بسهولة نسبيًا شجرة واحدة قد تحمل حوالي طن من الكربون”.
وعن عدد الأشجار التي سنحتاج نظريًا لزراعتها لتعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يقول ” “نعلم أن المواطن الأوروبي ينتج في المتوسط ما بين 5 و 7 أطنان من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، فنظريا، للتعويض عن تأثير مواطن أوروبي واحد، هناك حاجة لزرع 5 إلى 7 شجرات”.
لكن ليست كل الغابات متساوية عندما يتعلق الأمر بامتصاص الكربون. يعتمد الكم او حجم الكربون الممتص على نوع الشجرة وبيئتها وكيفية إدارة الغابة.
وتعتبر المزارع التجارية الصغيرة في إيطاليا مثل حديقة دال أوغليو” بمثابة أحواض جديدة لامتصاص الكربون.
ويقول الخبير ماورو ماسييرو “غابة من هذا القبيل، -بمزروعات كهذه- يمكن أن تساهم في امتصاص الكربون وعزله. إذ تنتج أخشابا ستُستخدم -بعد ذلك- في المنتجات المعمرة، و بالتالي ستخزن الكربون في هذه المنتجات.
سيبقى الكربون محبوسا لمدة 12 عاما، لولا هذا لكان الكربون في الغلاف الجوي الآن”.
يمكن للغابات والأراضي الرطبة المُدارة بشكل جيد أن توفر الأمل من خلال تخزين الكربون لعقود عديدة.
لكن الخبراء يقولون إننا بحاجة إلى تصحيح أولوياتنا من خلال وقف إزالة الغابات، وإيجاد طرق أخرى لخفض الانبعاثات بدلاً من الاعتماد على زراعة أشجار جديدة فقط.
يقول مدير مجلس رعاية الغابات دييغو فلوريان “لا ينبغي أن نقلق بشأن زراعة الأشجار لأنها ستساعدنا لنكون” أكثر اخضرارًا “.
من منظور صناعي، نحتاج -أولاً- إلى الالتزام بخفض الانبعاثات قدر الإمكان، بدءًا من ابتكار التكنولوجيا إلى اعتماد معايير أقل تلويثًا وأفضل أداءً. ثم علينا أن نقلق بشأن التعويض عن ما لا يمكننا تقليله من الانبعاثات”.
المصدر : EuroNews